فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{الْخَرَّاصُونَ} الكذّابون والخرص الظن والحدس، يقال: كم خرص أرضك؟ بكسر الخاء، وأصل الخرص القطع من قولهم خرص فلان كلاما واخترصه إذا اقتطعه من غير أصل.
{غَمْرَةٍ} الغمرة من غمره الماء يغمره إذا غطّاه والمراد بها هنا الجهل.

.الإعراب:

{وَالذَّارِياتِ ذَرْوًا} الواو حرف قسم وجر و{الذاريات} مجرور بواو القسم والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم و{ذروا} مفعول مطلق والعامل فيه اسم الفاعل والمفعول محذوف.
{فَالْحامِلاتِ وِقرًا} الفاء حرف عطف و{الحاملات} عطف على {الذاريات} و{وقرًا} مفعول به لاسم الفاعل ومن فتح الواو اعتبرها مصدرا بناء على تسمية المحمول به.
{فَالْجارِياتِ يُسْرًا} الفاء حرف عطف والجاريات عطف على ما قبله أيضا و{يسرا} مصدر في موضع الحال على رأي سيبويه أي جريا ذا يسر ويجوز أن يعرب صفة لمصدر محذوف نابت عنه فهو مفعول مطلق.
{فَالْمُقَسِّماتِ أَمْرًا} الفاء عاطفة والمقسمات معطوف أيضا و{أمرا} مفعول به لاسم الفاعل.
{إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ} إن حرف مشبّه بالفعل وما اسم موصول اسمها وجملة {توعدون} صلة والعائد محذوف أي توعدونه واللام المزحلقة وصادق خبر إن ويجوز أن تكون {ما} مصدرية فتكون وما في حيزها مؤولة بمصدر هو اسم إن أي إن وعدكم لصادق والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم.
{وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ} عطف على ما تقدم.
{وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ} الواو حرف قسم وجر و{السماء} مجرور بواو القسم والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم و{ذات الحبك} نعت للسماء.
{إِنَّكُمْ لَفِي قول مُخْتَلِفٍ} إن واسمها واللام المزحلقة وفي قول متعلقان بمحذوف خبر إن و{مختلف} نعت لقول والجملة لا محل لها أيضا لأنها جواب القسم.
{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} الضمير للقرآن أو للرسول أي يصرف عنه من صرف الصرف الذي لا صرف أشدّ منه وأعظم.
{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} الجملة دعائية لا محل لها و{قتل} فعل ماض مبني للمجهول و{الخرّاصون} و{هم} مبتدأ و{في غمرة} متعلقان بساهون و{ساهون} خبرهم والجملة الاسمية لا محل لها لأنها صلة الموصول.
{يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} {يسألون} فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل و{أيّان} اسم استفهام في محل نصب ظرف زمان وهو متعلق بمحذوف خبر مقدّم و{يوم الدين} مبتدأ مؤخر والجملة في محل نصب مفعول {يسألون}.
{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} {يوم} مفعول فيه ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره يقع أو يجيء و{هم} مبتدأ وجملة {يفتنون} خبره و{على النار} متعلقان بيفتنون و{على} بمعنى في والجملة في محل جر بإضافة {يوم} إليها، وسيأتي مزيد من هذا الإعراب في باب الفوائد.
{ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} الجملة مقول قول محذوف أي ويقال لهم حين التعذيب: ذوقوا. و{ذوقوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{فتنتكم} مفعول به و{هذا} مبتدأ و{الذي} اسم موصول خبره وجملة {كنتم} صلة وكان واسمها و{به} متعلقان بتستعجلون وجملة {تستعجلون} خبر {كنتم}.

.البلاغة:

1- الكناية عن الموصوف: في قوله: {يؤفك عنه من أفك} كناية عن موصوف وهو المكذب الجاحد للحق والضمير في عنه يعود للقرآن أو للرسول أي يصرف عنه من صرف صرفا لا أشد منه ولا أعظم وقيل يعود إلى يوم القيامة، أقسم بالذاريات على أن وقوع أمر القيامة حق ثم أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه فمنهم شاك ومنهم جاحد ثم قال يؤفك عن الإقرار بيوم القيامة من هو المأفوك، وفائدة الكناية هنا أنه لما خصص هذا بأنه هو الذي صرف أفهم أن غيره لم يصرف فكأنه قال: لا يثبت الصرف في الحقيقة إلا لهذا وكل صرف دونه يعتبر بمثابة المعدوم بالنسبة إليه.
2- الاستعارة المكنية: وفي قوله: {ذوقوا فتنتكم} شبّه العذاب بطعام يؤكل ثم حذف المشبّه به واستعير له شيء من لوازمه وهو الذوق وقد تقدم نظيره، وقيل إن أصل معنى الفتنة إذابة الجوهر ليظهر غشّه ثم استعمل في التعذيب والإحراق، وفي القاموس: الفتن بالفتح الفن والحال ومنه العيش فتنان أي لونان حلو ومر، والإحراق، ومنه على النار يفتنون.

.الفوائد:

قال الزجّاج: يوم نصب على وجهين أحدهما أن يكون على معنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون والآخر أن يكون لفظه لفظ نصب ومعناه معنى رفع لأنه مضاف إلى جملة كلام، تقول يعجبني يوم أنت قائم ويوم أنت تقوم إن شئت فتحته وإن شئت رفعته كما قال الشاعر:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ** حمامة في غصون ذات أرقال

وروى غير أن نطقت بالرفع لما أضاف غير إلى أن وليست متمكّنة فتح وكذلك لما أضاف يوم إلى الجملة فتح.

.[سورة الذاريات: الآيات 15- 23]:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (22) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)}.

.اللغة:

{يَهْجَعُونَ} الهجوع الفرار من النوم أي القليل منه، وفي المختار: الهجوع النوم ليلا وبابه خضع والهجعة: النومة الخفيفة ويقال أتيت فلانا بعد هجعة أي بعد نومة خفيفة من الليل وقال الشاعر:
قد حصت البيضة رأسي ** فما أطعم نوما غير تهجاع

أسعى على جل بني مالك ** وكل امرئ في شأنه ساع

والشعر لقيس الأسلت، وحصت: أهلكت أو حلقت البيضة التي تلبس على الرأس في الحرب أي حلقت شعر رأسي من دوام لبسها للحرب، وشبّه النوم بالمطعوم على طريق الاستعارة المكنية.

.الإعراب:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} إن واسمها و{في جنات} متعلقان بمحذوف خبرها و{عيون} عطف على {جنات}.
{آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ} {آخذين} حال من الضمير المستكن في خبر إن أي استقروا راضين بما أعطاهم مسرورين به و{ما} اسم موصول في محل نصب مفعول به لآخذين وجملة {آتاهم ربهم} صلة وإن واسمها وجملة {كانوا} خبرها والجملة تعليل لما ذكر و{قبل ذلك} ظرف متعلق بمحسنين و{محسنين} خبر جكانوا.
{كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} الجملة تفسيرية لا محل لها لأنها تفسير لإحسانهم وكان واسمها و{قليلا} ظرف زمان متعلق بيهجعون أو صفة لمفعول مطلق محذوف أي هجوعا قليلا و{من الليل} صفة {قليلا} و{ما} زائدة لتأكيد القلة لذلك وصفهم بأنهم يحيون الليل متهجدين وجوّزوا أن تكون {ما} مصدرية في موضع رفع بقليلا أي كانوا قليلا هجوعهم وهو إعراب سهل حسن، وأن تكون {ما} موصولة بمعنى الذي والعائد محذوف تقديره كانوا قليلا من الليل من الوقت الذي يهجعون فيه وفيه تكلف، وردّ بعضهم أن تكون ما مصدرية لأن قليلا حينئذ واقع على الهجوع لأنه فاعله وقوله: {من الليل} لا يستقيم أن يكون صفة للقليل ولا بيانا له ولا يستقيم أن يكون {من} صلة المصدر لأنه تقدم عليه ولا كذلك على أنها موصولة فإن قليلا حينئذ واقع على الليل كأنه قال قليلا المقدار الذي كانوا يهجعون فيه من الليل فلا مانع أن يكون من الليل بيانا للقليل على هذا الوجه.
ونص عبارة أبي البقاء قوله تعالى: {كانوا قليلا} في خبر كان وجهان أحدهما ما يهجعون وفي ما على هذا وجهان أحدهما هي زائدة أي كانوا يهجعون قليلا وقليلا نعت لظرف أو مصدر أي زمانا قليلا أو هجوعا قليلا والثاني هي نافية ذكره بعض النحويين ورد ذلك عليه لأن النفي لا يتقدم عليه ما في حيزه وقليلا من حيزه، والثاني أن قليلا خبر كان وما مصدرية أي كانوا قليلا هجوعهم كما تقول كانوا يقلّ هجوعهم ويجوز على هذا أن يكون ما يهجعون بدلا من اسم كان بدل الاشتمال ومن الليل لا يجوز أن يتعلق بيهجعون على هذا القول لما فيه من تقديم معمول المصدر عليه وإنما هو منصوب على التبيين أي يتعلق بفعل محذوف يفسّره {يهجعون}، وقال بعضهم تمّ الكلام على قوله: {قليلا} ثم استأنف فقال: {من الليل ما يهجعون} وفيه بعد لأنك إن جعلت ما نافية فسد لما ذكرنا وإن جعلتها مصدرية لم يكن فيه مدح لأن كل الناس يهجعون في الليل.
{وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الواو حرف عطف و{بالأسحار} متعلقان بيستغفرون والباء بمعنى في و{هم} مبتدأ وجملة {يستغفرون} خبر وقدم متعلق الخبر لجواز تقديم العامل.
{وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} الواو حرف عطف و{في أموالهم} خبر مقدم و{حق} مبتدأ مؤخر و{للسائل} متعلقان بمحذوف صفة {والمحروم} عطف على السائل والجملة معطوفة على خبر كان فهي خبر ثالث.
{وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ} الواو عاطفة أو استئنافية و{في الأرض} خبر مقدّم و{آيات} مبتدأ مؤخر و{للموقنين} صفة لآيات.
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} الواو عاطفة و{في أنفسكم} خبر حذف مبتدؤه لدلالة سابقه عليه والتقدير آيات والهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء عاطفة على محذوف مقدّر ولا نافية و{تبصرون} فعل مضارع مرفوع.
{وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ} الواو عاطفة و{في السماء} خبر مقدّم و{رزقكم} مبتدأ مؤخر والواو عاطفة و{ما} موصولة عطف على {رزقكم} و{توعدون} فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة والعائد محذوف.
{فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} الفاء استئنافية والواو حرف قسم وجر و{ربّ السماء} مجرور بالواو {والأرض} عطف على {السماء} والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم وإن واسمها واللام المزحلقة وحق خبرها و{مثل} بالنصب صفة لمفعول مطلق محذوف أي إنه الحق، حقا مثل نطقكم، ويجوز أن يكون منصوبا على الحال من الضمير المستكن في لحق وقيل حال من لحق وإن كان نكرة فقد أجاز ذلك الجرمي وسيبويه في مواضع من كتابه والنطق هنا عبارة عن الكلام بالحروف والأصوات في ترتيب المعاني ويقول الناس هذا حق كما أنك هاهنا وهذا حق كما أنك ترى وتسمع.
و{ما} زائدة نصّ على ذلك الخليل وقيل نكرة موصوفة في محل جر بالإضافة إلى {مثل} وقيل إنه لما أضاف فعل إلى مبني وهو قوله: {أنكم} بناه كما بنى يومئذ في نحو قوله: {من عذاب يومئذ} وعلى حين عاتبت المشيب على الصبا وقوله الآنف:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ** حمامة في غصون ذات أرقال

فغير في موضع رفع بأنه فاعل يمنع وإنما بنيت هذه الأسماء المبهمة نحو مثل ويوم وحين وغير إذا أضيفت إلى المبني لأنها تكتسي منه البناء لأن المضاف يكتسي من المضاف إليه ما فيه من التعريف والتنكير والجزاء والاستفهام تقول هذا غلام زيد وصاحب القاضي فيتعرف الاسم بالإضافة إلى المعرفة وتقول غلام من يضرب فيكون استفهاما وتقول صاحب من يضرب أضرب فيكون جزاء وقرئ بالرفع على أنه صفة لحق. وإن واسمها وجملة {تنطقون} خبرها وجملتها في محل جر بالإضافة وإذا جعلت {ما} نكرة موصوفة فتكون الجملة خبرا لمبتدأ محذوف أي هو أنكم.

.البلاغة:

في قوله: {فوربّ السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} فن القسم وقد مرّت الإشارة إليه، وأنه عبارة عن أن يريد المتكلم الحلف على شيء فيحلف بما يكون فيه فخر له أو تعظيم لشأنه أو تنويه بقدره أو ما يكون ذما لغيره أو جاريا مجرى الغزل والترقق أو خارجا مخرج الموعظة والزهد، فقد أقسم سبحانه بقسم يوجب الفخر لتضمنه التمدح بأعظم قدرة وأجلّ عظمة.

.الفوائد:

روى الأصمعي قال: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على مقود له فقال: من الرجل؟
قلت: من بني أجمع.
قال: من أين أقبلت؟
فقلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن.
فقال: اتل عليّ.
فتلوت {والذاريات} فلما بلغت قوله تعالى: {وفي السماء رزقكم} قال: حسبك. فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولّى فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق فالتفت فإذا الأعرابي قد نحل واصفرّ فسلّم علي واستقرأ السورة فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ثم قال وهل غير هذا فقرأت: {فورب السماء والأرض إنه لحق} فصاح وقال يا سبحان اللّه من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ولم يصدّقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين. قالها ثلاثا وخرجت معها نفسه.

.[سورة الذاريات: الآيات 24- 37]:

{هَلْ أَتاكَ حديث ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالوا سَلامًا قال سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قال أَلا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قالوا كَذلِكَ قال رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قال فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قالوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (37)}.

.اللغة:

{ضَيْفِ} الضيف: للواحد والجماعة لأنه في الأصل مصدر كالزور والصوم قيل كانوا اثني عشر ملكا وفي القاموس: الضيف للواحد والجميع وقد يجمع على أضياف وضيوف وضيفان وهي ضيف وضيفة أما الضيفن فهو من يجيء مع الضيف متطفلا وفي الأساس: ضاف إليه: مال إليه وضاف عنه: مال عنه وضاف السهم عن الهدف وضافت الشمس وضيّفت وتضيفت: مالت إلى الغروب وقال بشر:
طاو برملة أورال تضيفه ** إلى الكناس عشيّ بارد صرد

أي أماله إليه، والناقة تضيف إلى الفحل والجارية تضيف إلى الرجل: تستأنس إلى صوته وتريد أن تأتيه وأضف ظهرك إلى الحائط، قال امرؤ القيس: